ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على الشيخ صلاح الدين التيجاني على خلفية اتهامه من قبل فتاة بالتحرش بها، على أن يُعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وفقاً لبيان لوزارة الداخلية المصرية.
إذ قالت الوزارة في بيان عبر صفحتها الرسمية على موقع إكس (تويتر سابقاً) إنها كشفت ملابسات "ما تم تداوله على إحدى الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن قيام إحدى السيدات باتهام أحد الأشخاص مدعيةً كونه "شيخ الطريقة التيجانية الصوفية" بالتحرش بها وإرساله صور خادشة للحياء لها أثناء محادثتهما على مواقع التواصل الاجتماعي دون تقدمها ببلاغ في هذا الشأن".
وأضاف البيان أنه بعد الفحص تبين تقدم الشخص المذكور(الشيخ صلاح الدين التيجاني) ببلاغ للأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة ضد السيدة المشار إليها ووالدها متهماً إياهما بالتشهير والإساءة لسمعته.
كما أوضح بيان وزارة الداخلية المصرية أنه أن الشيخ التيجاني غير منتمى للطريقة التيجانية وسبق فصله منها، بناءً على بيان سابق أصدره مسؤول الطريقة.
#وزارة_الداخلية كشف ملابسات ما تم تداوله على إحدى الصفحات بمواقع التواصل الإجتماعى بشأن قيام إحدى السيدات بإتهام أحد الأشخاص مدعيةً كونه " شيخ الطريقة التيجانية الصوفية " بالتحرش بها وإرساله صور خادشة للحياء لها أثناء محادثتهما على مواقع التواصل الإجتماعى دون تقدمها ببلاغ فى هذا… pic.twitter.com/XR70o8D0ux
— وزارة الداخلية (@moiegy) September 19, 2024
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد شهدت جدلا كبيرا بعدما زعمت سيدة تُدعى "خديجة خالد" تعرضها للتحرش أثناء طفولتها على يد صلاح الدين التيجاني، أحد مشايخ الطرق الصوفية في مصر.
وأشارت خديجة إلى أنها تلقت من التيجاني رسائل تتضمن صورة إباحية وعبارات جنسية عبر أحد تطبيقات الرسائل، وقالت إنه اعتذر بعد ذلك وأكد أن الصورة أُرسلت عن طريق الخطأ، على حد قولها.
كما قالت مؤسسة قضايا المرأة الحقوقية، مساء الاثنين، إنها استقبلت شكاوى من ثلاث فتيات اتهمن الشيخ ذاته بالتحرش الجنسي والإلكتروني بهن، لطلب الدعم القانوني اللازم والتدخل الفوري لحمايتهن من التهديدات المستمرة التي يتعرضن لها من الشيخ وأتباعه.
لكن الشيخ صلاح التيجاني نفى تلك الاتهامات، وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية إنه حرر محضرا ضد الفتاة ووالدها، واتهمهما بالتشهير بسمعته، كما وصف الاتهامات الموجهة ضده بأنها "حملات ولجان مأجورة نشرت هذه المنشورات لأغراض أخرى أعرفها جيدا".
وأبدى كثير من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي دهشتهم من رد فعل والدة خديجة، وهي من أتباع الشيخ التيجاني هي وزوجها، والتي نشرت تكذيباً لابنتها ودافعت عن الشيخ، وقالت إن ابنتها "تعاني من اضطرابات نفسية".
واتخذت القضية منحى مختلفا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ركز مستخدمون على حقيقة الطريقة التيجانية ومدى صحة مذهبها، وذهب البعض إلى أنها لا تمثل الدين الصحيح، واتهم آخرون شيخها بأنه "ليس شيخا ولا رجل دين" من الأساس، بينما كان هناك في المقابل من يدافع عن الطريقة وشيخها، ويمتدحهما، ويصف الاتهامات ضده بأنه "موجهة".
وكان هناك فريق آخر من المستخدمين يتناول القضية بنوع من السخرية والتهكم من الطرق الصوفية بشكل عام.
كما ركز البعض على أن هناك عددا لا بأس به من مفكري وكتاب وفناني مصر من بين أتباع هذه الطريقة، مستشهدين بصور تجمع بين هذه الشخصيات الشهيرة والشيخ صلاح الدين التيجاني.
ودافع حساب باسم Jamshid Hanna على موقع التواصل الاجتماعي إكس، عن التيجاني، محذرا من عواقب الاتهامات التي توجه للشيخ والتحريض عليه. كما زعم أن هذه الاتهامات موجهة من قبل ما وصفه بـ "لجان الإخوان المسلمين".
وقالت مستخدمة تحمل اسم محاسن الهواري على فيسبوك ما مفاده إنها لا تصدق تلك المزاعم التي أثيرت حول التيجاني، وأن هناك تناقضا بين تلك المزاعم والانتقادات التي يواجهها شيخ الطريقة الدينية.
وقالت محاسن: "يقول المثل اللبناني: وكيف عرفت إنها كذبة؟ - من كبرها. أنسب ما يقال عن أزمة الشيخ التيجاني. بصراحة لا أنا كنت عمري من مريديه ولا من مريدي أي شيخ ولا أي رجل دين، بس بصراحة الاتهامات ضده كده بتناقض نفسها وفيه زفة في الموضوع مش مفهوم مين اللي منظمها؟".
لكن مستخدما آخر باسم "محمد" تناول القضية على موقع إكس من منظور مختلف، إذ نشر مقطع فيديو يتحدث فيه عدد من مريدي الشيخ التيجاني بنوع من الغلو في وصفه وتقديسه، ويتحدث فيه الشيخ ذاته أيضا عن ضرورة حب المريد لشيخه حتى "لا يشرك في حبه أحدا"، على حد قوله، ويضيف الشيخ أن المريد يجب أن يعتبر أن "نظره إلى الشيخ هو أكبر عباده"، على حد وصفه.
وقال محمد: "اتفرجوا ياجماعة على الفيديو ده شوفوا النصب على الناس باسم الدين عشان تعرفوا ان المدعو التيجاني ده على ضلال ووجب التحذير منه ومن اتباعه! عارفين اللي يخض بجد مش كلامه الاهبل دا، اللي يرعب أن في ناس مصدقاه ودماغها مغسوله بطريقه بشعه. ربنا يعافينا والله ! #الشيخ_البتنجاني"
ودعا مستخدم آخر باسم "أحمد" عبر موقع "إكس" إلى التعرف على الشيخ التيجاني والاطلاع والقراءة عنه قبل توجيه أي اتهامات إليه أو الدفاع عنه. وقال بلهجة مصرية عامية: "ال ما يعرفش (من لا يعرف) سماحه الشيخ العلامه المجدد المحدث صلاح الدين التيجاني فهو بيعرفكم (يُعرِّفكم) بنفسه".
وانتقد كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي وجود عدد من الكتاب والمثقفين والمؤلفين والشخصيات العامة في مصر بين أتباع الشيخ صلاح الدين التيجاني، مستنكرين أن يخضع من يصفونهم بـ "صفوة المجتمع" لهذا الشيخ أو غيره من الشيوخ.
ووصف عدد كبير من المستخدمين هذه الطريقة الدينية وشيخها بأنها "لا تمت للإسلام بصلة" وأنها "بدعة ليس لها أي أساس في الدين"، وغير ذلك.
وانتقدت المستخدمة ديدو عبر موقع "إكس" موقف والدة "خديجة"، التي دافعت عن الشيخ ورددت أن ابنتها تعاني من اضطرابات.
وقالت ديدو: "إزاي أم تطلع بنتها مريضه نفسيا وعندها هلاوس لمجرد أنها حكت عن تروما الشيخ اللي اسمه صلاح التيجاني ده سببهالها وهيا صغيره وبتحاول ت move on منها بعد مابقت مهندسه ومتزوجه وناجحه ف حياتها، البنت جدعه وحكت عن التجربه اللي اتعرضتلها بشجاعه، بس للأسف الأم طالعه تشوه ف صورة بنتها وتجمل ف الشيخ اللي عاملهم كلهم غسيل مخ، ناس كتير مؤمنه بيه والله عندي صدمة!".
وهاجم البعض الشيخ صلاح الدين التيجاني، وقالوا إن الطريقة التيجانية تبرأت منه وأنه لا يمثل التصوف في مصر، متهمين الرجل ب"ممارسة سلوك غير لائق".
وتبرأت مشيخة الطريقة التيجانية – إحدى الطرق الصوفية - في مصر في بيان رسمي لها من الشيخ صلاح التيجاني، وذكر البيان الصادر عن المشيخة أنها عزلت هذا الشخص عن أي مسمى تابع للطريقة التيجانية، وأنه غير مسموح له بممارسة أي نشاط خاص بها، وذلك "لعدم أهليته، ولما ثبت من فساد معتقده وانحرافه عن الطريقة، وتحريفه لمعتقداتها"، وفقا للبيان.
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ صلاح التيجاني أعلن منذ سنوات انفصاله عن الطريقة التيجانية وأسس طريقة جديدة مستوحاة من اسمه، وتعرف باسم "الطريقة الصلاحية التيجانية".
وتناول المستخدم باسم "كردي محمد" على موقع إكس ما يقول إنها وثيقة مختومة من المشيخة العامة للطرق الصوفية سنة 2017 تؤكد خروج الشيخ عن الصوفية.
ودعا مستخدم آخر يحمل اسم "محمد طاهر" على موقع "x" إلى التوقف عن مهاجمة الشخصيات المشهورة والمثقفين الذين يقول إنهم من "مريدي" الشيخ التيجاني، مؤكداً أن المنطق لا بد أن يسود وأنه ليس من الحكمة مهاجمة شخص لمجرد أن له صورة بصحبة شخص تحيط به مزاعم تحرش أو غيرها من الممارسات سيئة السمعة.
وقال طاهر: " ليس تعليقا على التيجاني تحديدا، وما يثار:
"لا أصدّق الاتهامات في المطلق، ولا أكذّبها. لا أدين متهمًا دون بيّنة، وإن أدين لا أزدريه ولا أحتقره ولا أتعالى عليه".
"أدعم كل موجوع، وأتعاطف معاه دون قيود، وأنادي بحقه، وأساعده، وأقف في ضهره، وده لا يتناقض مع التعفف عن الخوض في سمعة من تسبب في وجيعته، وإدانته".
إرسال تعليق