قالت نوارة نجم
لا أغضب من السباب الشخصى البتة، على العكس تماما، أشعر بالسعادة، ولَم أُولَد لا يغضبنى السباب، لكننى كنت منذ سنوات طويلة قرأت قصة عن سيدنا الإمام الحسن بن علىّ، وما أذكره من القصة أنه دخل الحرم، فرآه رجل أعرابى، وتساءل عن هذا الرجل الجميل الذى يشع نورا أخذ عليه بصره، فأجابه الناس: أما تعرف الحسن بن علىّ؟ فقال: أهذا هو الحسن بن علىّ؟ فردّ عليه الناس بالإيجاب، فتقدم إليه وسأله: أنت الحسن بن علىّ خائن المؤمنين؟ وكان الحسن على حصانه فنزل من فوقه وقال: أنا الحسن بن علىّ يا أخى، ولست بخائن للمؤمنين. فما كان من الأعرابى إلا أن أوسعه سبابا وبصاقا، والإمام الحسن يقف ساكنا حتى صمت الرجل، فسأله الحسن بن علىّ: انتهيت يا أخى؟ فقال الرجل: نعم.. فقال: أشفيت يا أخى؟ فقال الرجل: نعم. فمسح الحسن بن علىّ بصاق الرجل من فوق وجهه الشريف ثم قال له: أتأذن لى فى الذهاب؟ فأجاب الرجل: نعم. فذهب الإمام الحسن والابتسامة لا تفارق وجهه. ومنذ إن قرأت هذه القصة حتى عزمت بينى وبين نفسى أن لا يُغضِبَنى سباب شخصى بحقى أبدًا.
لكن حملة التخوين التى تُشَنّ على بعض الوجوه التى برزت، مصادفة، وقت ثورة 25 يناير المجيدة، لا تهدف إلى النَّيل الشخصى بقدر ما تهدف إلى قيادة الرأى العام لازدراء الثورة، وهذا ليس لأن هذه الوجوه هى التى صنعت الثورة، ولكن لأن المسألة لا تعدو كونها صدفة، أحسنت لمن نزل الميدان ولم يعثر عليه مُعِدُّو البرامج الإخبارية، وأساءت لمن أوقعهم حظهم العاثر فريسة للقنوات الفضائية، وكان علينا القبول بالتعليق فى هذه القنوات لدرء التهم الباطلة عمن يوجَدون فى الميدان.
وكما أننى لا أغضب من كل السباب الذى هو من قبيل: يا شيعية يا بنت الحشّاش (هذا النعت سكّه الإسلاميون، وهم الآن أقلعوا عن نعتى بالشيعية لأن إيران تساند الإخوان واكتفوا بـ«بنت الحشاش» إلى حين ظهور تاجر مخدرات يدعم الإخوان، ولو أن والدى دعم الإخوان لتَحوّل من «الحشاش» إلى «عمنا نجم» فورًا)، أو يا ماسونية، أو يا كافرة، أو يا شيوعية، فإن وصمى بأننى تقاضيت أجرًا من أجل أن أواجه الموت وأدفن أصدقائى هو ما يؤلمنى حقًّا، يعنى مابقاش ساكنة إيجار وعربيتى بالقسط من بنك «ناصر»، ومرتبى أنا وجوزى بيخلص من يوم 12 فى الشهر وتقولوا عليا قبِّيضة... إلهى تنشكّ ف حبابى عينيك وتجيلك وجيعة تهرى كبدك وتفرم مصارينك يا اللى تقول كده
إرسال تعليق