سي ان ان
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما أجرى اتصالات هاتفيا بنظيره الفرنسي، فرنسوا هولاند، بعد استدعاء باريس للسفير الأمريكي لديها وسؤاله عن تقارير صحفية تشير إلى قيام جهاز الأمن القومي الأمريكي باعتراض ملايين الاتصالات الهاتفية في فرنسا والتجسس عليها.
وقال البيت الأبيض إن أوباما ناقش مع هولاند: "المعلومات التي جرى الكشف عنه مؤخرا عبر الإعلام، والتي أضر بعضها بعملنا، في حين أثار بعضها الآخر تساؤلات مشروعة لدى أصدقائنا وحلفائنا."
وأضاف البيان أن أوباما: "أوضح أن الولايات المتحدة بدأت تراجع أساليب جمع المعلومات بحيث يصار إلى الاستجابة للمخاوف الأمنية المشروعة للمواطنين والحلفاء."
أما في باريس، فقد ذكر بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية أو هولاند: "عبر عن اعتراضه الشديد على تلك الممارسات" المتعلقة بالتجسس على المكالمات الهاتفية، معتبرا أن هذه الإجراءات" غير مقبولة بين الحلفاء."
وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قد قال الاثنين، إن سفير الولايات المتحدة الأمريكية التقى وزير الخارجية الفرنسي،
حول موضوع قيام وكالة الأمن القومي الأمريكي بالتنصت على مكالمات داخل فرنسا.
----------------------------------------------------------------------------------
صحفي يعد بنشر "أخطر الوثائق" عن التجسس الأمريكي
----------------------------------------------------------------------------------
قال غلين غرينولد، الصحفي الذي عمل على نقل الوثائق التي سربها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن، إن المعلومات الأكثر خطورة حول عمليات التجسس الأمريكية واتساعها حول العالم لم تكشف بعد، واعدا بتقديم معلومات مذهلة خلال الأسابيع المقبلة.
وقال غرينولد، الصحفي بصحيفة "غادريان" البريطانية، في حديث له من مقر إقامته بالبرازيل: "هناك الكثير من التقارير المقبلة.. الأرشيف (المسرب) كبير ومعقد وصادم إلى درجة تدفعني إلى الاعتقاد بأن القصص الأكثر إثارة للدهشة هي تلك التي مازلنا نعمل عليها ونعد لنشرها."
وأضاف غرينولد أن بعض المعلومات تتعلق بتجسس أمريكا على دول مثل فرنسا وأسبانيا، وذلك خلال حوار له مع عدد من الصحفيين على هامش مؤتمر حول الصحافة الاستقصائية، مشيرا إلى أنه كان على اتصال يومي بسنودن لبحث التعامل مع العدد الهائل من الوثائق التي سربها الموظف السابق إلى هونغ كونغ.
وذكر غرينولد أن سنودن، الذي تسببت تسريباته بإحراج كبير للبيت الأبيض في الداخل والخارج، اتصل به لتقديم الوثائق له ولمخرجة الأفلام لورا بويترس، المقيمة في العاصمة الألمانية برلين، ولفت إلى أنه يواصل الاتصال ببويترس لبحث التعامل مع "آلاف الوثائق" معتمدا على "طرق غير تقليدية" من أجل الحفاظ على سرية الاتصال.
وقدم غرينولد لمحة حول اللقاء الأول بينه وبين كل من بويترس وسنودن - الذي منحته روسيا لاحقا حق اللجوء المؤقت - في هونغ كونغ، مشيرا إلى أنه قام بإغلاق الباب على سنودن لمدة ست ساعات في غرفته بالفندق من أجل استجوابه للتأكد من أنه لم يكن ينصب فخا له، وفقا لما نقلته مجلة "تايم" الشقيقة لـCNN.
----------------------------------------------------------------------------------
قضية التجسس الأميركي تعكر صفوى العلاقات بين واشنطن وباريس
----------------------------------------------------------------------------------
وزير الخارجية الفرنسي يجدد لنظيره الأميركي مطالبة فرنسا بإيضاحات حول عملية التجسس، فيما أعرب الرئيس الفرسني عن غضبه الشديد حيال ذلك.
باريس- أثار الكشف عن قيام أجهزة الاستخبارات الأميركية بالتجسس على مئات ملايين الاتصالات الهاتفية في فرنسا فتورا جديدا في العلاقات بين باريس وواشنطن بعدما سجلت توترا اثر تغيير الولايات المتحدة موقفها في الملف السوري.
وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بنبرة على قدر خاص من الحدة أمس الاثنين للرئيس الأميركي باراك أوباما عن "استنكاره الشديد" لهذه القضية، معتبرا أنها "ممارسات غير مقبولة" بين حلفاء وأصدقاء، خلال مكالمة هاتفية بينهما.
وكشف موقع صحيفة لوموند على الانترنت، استنادا إلى وثائق سربها المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية (ان اس ايه) ادوارد سنودن في يونيو أن الوكالة أجرت 70,3 مليون تسجيل لبيانات هاتفية للفرنسيين خلال ثلاثين يوما بين 10 كانون ديسمبر 2012 و8 يناير 2013.
كما جدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لنظيره الأميركي جون كيري مطالبة فرنسا بإيضاحات حول قيام وكالات الاستخبارات الأميركية بالتجسس على الاتصالات في العالم ولا سيما في فرنسا، خلال لقاء بينهما الثلاثاء في باريس، على ما أعلنت وزارة الخارجية.
وقال المتحدث باسم الخارجية رومان نادال ان فابيوس "جدد" لنظيره الأميركي "مطالبتنا بايضاحات حول ممارسات التجسس غير المقبولة بين الشركاء والتي يجب ان تتوقف".
من جهته أعرب رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت من كوبنهاغن عن "صدمته العميقة".
وقال وزير المالية بيار موسكوفيسي "أن هذا الممارسات غير مقبولة ويجب أن تتوقف إن لم تكن توقفت بعد" فيما استدعى وزير الخارجية لوران فابيوس على الفور السفير الأميركي في باريس تشارلز ريفكين.
وإن كان أوباما أكد لهولاند بحسب البيت الأبيض بأن "الولايات المتحدة باشرت استعراض كيفية حصولنا على المعلومات الاستخباراتية" خلال المكالمة الهاتفية بينهما، إلا أن ذلك ليس من شأنه أن يبدد استياء فرنسا لا بل غضبها.
كما أن موقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي شدد على الصداقة التي تربط واشنطن بـ"أحد أقدم حلفاء" الولايات المتحدة في العالم لم يساهم في تبديد هذا الاستياء.
ويبدو التوتر الحالي على تناقض مذهل مع التناغم التام الذي سجل بين البلدين بشأن الملف السوري خلال شهر اب، حين وجدت فرنسا نفسها فجأة بعد تراجع بريطانيا في موقع فريد كأفضل حليف لواشنطن في خططها لشن ضربات عسكرية على نظام دمشق.
وضاعف أوباما وهولاند عندها الاجتماعات بينهما عبر حلقة الفيديو وساندا بعضهما البعض في تصميمهما على التحرك عسكريا.
ومن سخرية القدر أن هذا التقارب سجل بعد عشر سنوات من الأزمة غير المسبوقة بين واشنطن وباريس حول الحرب في العراق، حين تزعمت فرنسا الجبهة الرافضة لخطط ادارة جورج بوش انذاك لاجتياح هذا البلد.
وبعد أسابيع قليلة من هذا التقارب فوجئ فرنسوا هولاند بتحولين في موقف الادارة الأميركية، المرة الأولى في نهاية اب حين قرر أوباما استشارة الكونغرس قبل شن ضربات محتملة ضد دمشق، في موقف باغت الجميع لا سيما وأنه جاء بعد اضطرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى العدول عن المشاركة في أي ضربة محتملة اثر تصويت مجلس العموم ضد ذلك. وهذا التغيير في الموقف الأميركي ترك هولاند وحيدا في خط المواجهة الأول بعدما رفض العودة إلى البرلمان.
والمرة الثانية كانت مؤلمة أكثر من الأولى للحليف الفرنسي، حين عدلت واشنطن عن "معاقبة" النظام السوري على المجزرة التي تتهمه بارتكابها بالأسلحة الكيميائية والتي أوقعت مئات القتلى المدنيين في 21 اب في ريف دمشق، تاركة باريس وحيدة لتخوض مفاوضات مع موسكو حول اتفاق لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية.
وفي حلقة جديدة من هذه التقلبات التي شهدتها العلاقات الثنائية خلال الصيف، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في مطلع تموز أن فرنسا هي بين "الأهداف" الـ38 لوكالة الأمن القومي الأميركية إلى جانب المؤسسات الأوروبية، ما حمل هولاند على ابداء غضبه، مؤكدا أن باريس لا يمكن أن "تقبل بمثل هذا السلوك" الذي ينبغي أن يتوقف "فورا".
والملفت أن واشنطن لم تتردد في الماضي في التودد إلى فرنسا، وهو ما فعلته مثلا عند عودة فرنسا برئاسة نيكولا ساركوزي إلى القيادة المشتركة للحلف الأطلسي عام 2007 فاثنت الولايات المتحدة مطولا آنذاك على القوات الفرنسية وأدائها في أفغانستان.
وما يزيد من مرارة هولاند أنه عمل حتى قبل انتخابه وفي سرية تامة على التحضير مع ادارة أوباما للانسحاب المبكر للقوات الفرنسية من افغانستان بأدق تفاصيله حرصا منه على عدم احراج أوباما في وقت كان يخوض حملة اعادة انتخابه لولاية ثانية.




إرسال تعليق