بعد أن علم أنها أصبحت حاملا منه في فترة الخطوبة وقبل زواجهما بأشهر، تركها لتصبح هي ومولودها ضحية ولتروي معاناتها ما بين اقسام الشرطة والمحاكم، في مسعى لإثبات نسب ابنها من خطيبها المنكر لحقوقها.
تروي
(خ. ا) قصتها لـ معا وفي نبرة صوتها ونظراتها عبرة لغيرها من أبناء جنسها:
'خطبتُ وعمري 26 عاما لرجل متزوج، وبسبب الوضع المادي لعائلتي قبلت وتمت
الموافقة من قبل أبي وأمي، فهو لديه كراج للسيارات، وحالته المادية جيدة
جدا'.
وتتابع
حديثها وسط حالة من الاضطراب تسيطر على كلماتها وصوتها للبحث عن تفسير لما
حدث 'طلب مني خطيبي في أحد الأيام مرافقته إلى الشقة التي يقوم بتجهيزها
لتكون بيت الزوجية المستقبلي لنا لمعاونته في تنظيفها، وتكرر ذلك عدة مرات
حتى وقت متأخر من الليل، وفي إحدى هذه المرات حدث ما حدث، لأصبح حاملا بعد
أربعة أشهر من الخطوبة'.
وتكمل
(خ. ا) وفي داخلها شعور عميق بالندم 'عندما علم خطيبي بأني حاملا منه، قرر
أن يتركني، وبالفعل قام بفسخ الخطوبة، وقتها عائلتي لم تعلم سبب ذلك وما
حدث لي، إلى ان قررت إخبارهم بذلك'.
الفقر دفعها للاستسلام
(خ.
ا) تقطن مع عائلتها في احد الأحياء الشعبية بمدينة غزة، طلبت عدم الكشف عن
اسمها تبلغ من العمر 28 عاما، عقد قرانها في تموز من عام 2011، من أسرة
متوسطة الحال ولوالدين لم يكملا تعليمهما، أنهت دراستها حتى الصف الثاني
عشر الثانوي.
تقول
والدتها، وهي أم لأربعة أبناء وثماني بنات 'عانينا كثيرا في المحاكم وفي
مراكز الشرطة، من أجل الحصول على اعتراف من قبل خطيب ابنتي سابقا ببنوة
الولد، فقد انكر انه ابنه، ولكن بعد أربعة أشهر من ولادته اجبر على تسجيله
باسمه، بعد اثبات بنوّته بفحص دم الطفل، وتم عمل شهادة ميلاد للطفل، والآن
يبلغ من العمر سنة وأربعة شهور'.
لم
تنته قصة (خ.ا) بعد، لتبدأ معركة أخرى تحارب فيها من أجل الحصول على نفقة
ابنها من خطيبها سابقا، تقول (بيماطل اكتير في دفع نفقة ابنه، حكمت المحكمة
للطفل 50 دينارا، وكل اللي دفعهم حوالي 6 مرات فقط، وأحيانا في بعض الأشهر
ما بيدفع، واحيانا بيدفعهم دفعة واحدة كل ثلاثة أشهر).
وتضيف
'آخر مرة قلل مصروف النفقة إلى 25 دينارا، ما سكتنا شكيناه للمحكمة، ورفعت
المحامية عليه أمر بالحبس لتزويد النفقة، 25 دينارا ما بيكفوه، الطفل
بيحتاج لأشياء كثيرة، هو بيكبر وكل فترة بيحتاج لملابس جديدة مقاسها أكبر،
وخاصة انه وضعنا المادى ما بيساعد كثيرا'.
تعترض
والدتها حديثها 'تكسرت رجلينا واحنا بنروح من مركز شرطة لآخر بس عشان
يعترف بالولد، وحاليا بشوف ابنه بمركز حل النزاعات، هيك حكمت المحكمة، أهل
بيته رافضين الطفل'.
وتحذر
(خ. ا) جميع الفتيات بأن لا يفعلن ما فعلت، وأن يحرصن على أنفسهن حتى وإن
تم عقد القِران حتى لا يعانين ما عانت 'بقول لكل فتاة ما تأمن، لأنه
المجتمع بالأخير راح يلوم الفتاة، ما بلوم الشاب'.
إرسال تعليق