حادث إرهابي جديد تعرض له شارع "الشانزليزيه"،
الذي يعد أعرق شوارع العاصمة الفرنسية باريس، جراء إطلاق شخص مسلح للنار
على قوات الأمن، ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 2 آخرين بجروح، لينضم ذلك
الحادث الإرهابي إلى قائمة طويلة تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي تنفيذها خلال
السنوات الأخيرة.
"الوطن" نقّبت عن سبب تصدر فرنسا لقائمة الدول
الأوروبية الأكثر تعرضا للحوادث الإرهابية، حيث أرجع الدكتور أحمد كامل
البحيري، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، تصدر فرنسا لقائمة الدول
الأوروبية الأكثر تعرضا للعمليات الإرهابية، لكونها الدولة التي ينزح إليها
أكبر عدد من المهاجرين أو المواطنين الذين لا ينتمون لأصول فرنسية، إلى
جانب انضمام عدد كبير من المواطنين الفرنسيين، أنفسهم، لتنظيم "داعش"
الإرهابي.
وأضاف البحيري، لـ"الوطن"، أن آخر إحصائية صدرت
عن صحيفة "واشنطن بوست" أثبتت أن النسبة الأكبر من أعضاء "داعش" هم فرنسيون
الجنسية والأصل، مفسرا ذلك بأن فرنسا هي الدولة الأكثر احتواء للجاليات
الإسلامية التي يمكن أن يتأثر أعضاؤها بفكر تنظيم "داعش" الإرهابي، ومن ثم
تكون الفرصة متاحة لوجود أكبر عدد من الذئاب المنفردة التي تنفذ عمليات
إرهابية هناك.
وشدد الباحث في شؤون الحركات الإرهابية على عدم
وجود قصور أمني فرنسي يسمح بزيادة العمليات الإرهابية، لأن منفذي العمليات
الإرهابية في فرنسا يكونون أشخاصا غير مرصودين أمنيا، ولا ينفذون نوعية
العمليات التي يستطيع الأمن مواجهتها، بدليل أنه نجح في إفساد بعض العمليات
المتعلقة باقتحام المنشآت أو تفجير المباني، ولكنه ليس بوسعه توقع إطلاق
شخص للنار في مكان محدد بشكل مفاجئ.
من جانبه، أرجع سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات
الإسلامية، سبب تكرار العمليات الإرهابية في فرنسا، إلى الفعالية الشديدة
التي تقوم بها تلك الدولة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي،
بدليل أن وزير الدفاع الفرنسي من أكثر المسؤولين الذين يبلغون الرأي العام
بأحدث النتائج التي وصلت لها العمليات ضد "داعش" وحجم الخسائر التي يتكبدها
التنظيم، ما يجعل فرنسا من أكثر الدول استهدافا خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف عيد، لـ"الوطن"، أن التنظيم الإرهابي
يستهدف العديد من الدول خلال الفترة الحالية، غير أن كثرة عدد المواطنين
غير الفرنسيين على الأراضي الفرنسية يعزز انتشار الذئاب المنفردة المنفذة
للعمليات الإرهابية، متوقعا أن تزيد العمليات الإرهابية في كل من أمريكا
وفرنسا خلال الفترة المقبلة نظرا للخسائر العنيفة التي يتعرض لها "داعش" في
مدينة "الرقّة" السورية، مختتما: "فرنسا ستظل الأكثر استهدافا لعدم قوة
نظامها الأمني مقارنة بأمريكا".




إرسال تعليق